الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية عصام الدردوري يردّ على تصريحات الإعلامي نصر الدين بن حديد

نشر في  13 أكتوبر 2014  (17:10)

علّق الأمني عصام الدردوري على تصريحات الإعلامي نصر الدين بن حديد الذي قال فيها إنه يفتخر بصداقة الإرهابي الفار أبو عياض بما يلي:

"في بادئ الأمر لم أشأ التعليق حول هذه التفاهات التي وإن تمّ الإقرار بها فإنها في نظري لا ترتقي إلى مستوى التصريحات الإعلامية المسؤولة لأنّ صاحبها يسعى من خلالها حسب اعتقادي إلى لفت نظر الرأي العام إليه وتحويل شخصه إلى موضوع تعقد على ضوئه المنابر والنقاشات وبالتالي الاقتداء بالمثل القائل "خالف تعرف" والعمل به لتتحوّل بذلك التصريحات والذات الصادرة عنها إلى قضيّة تملأ الدنيا وتشغل الناس ولبساطة عقول الكثيرين وللأسف نجح الإعلامي بن حديد على هذا الأساس إلى حد ما وهو ما جعلني أعلّق باقتضاب ودون الدخول تحت سقف تهويل الأمور فالشيء من مأتاه لا يستغرب:
- الإعلامي المذكور والذي يصنّف من النخبة المثقّفة وعلى ما يبدو أنّ له ثقافته الخاصّة يعي جيّدا خطورة ما صرّح به حينما أعلنها صراحة متحدّيا الجميع وعلى رأسهم الدولة الحاضرة الغائبة بتجّحه بتشرّفه بصداقة الإرهابي الفار أبو عياض كما يعي انعكاسات مثل هذه التصريحات وتأثيرها على معنويات المخلصين الوطنيين من جهة ومعنويات تجار الدين المرتزقة والظلاميين من جهة ثانية وهنا يجوز لنا تنزيل تصريحه في هذا الظرف في سياق السعي إلى ضرب معنويات طرف على حساب الرفع من معنويات طرف آخر والسعي نحو خلق موجة من التعاطف حوله وحول مشروعه الدموي في هذا الظرف الذي برزت فيه بوادر تعمّق مستوى عزلة التيارات المتطرّفة دينيا والإرهابية عن الحاضنة الشعبية المستمدّة من التهميش وقسوة الطبيعة وبروز القطيعة حتى على مستوى الحاضنة السياسية فضلا عن تصاعد نسق الوعي الشعبي المتجذَر في الرفض القاطع للجريمة الإرهابية ونبذ مصطلحات وأفكار التعصّب والتطرّف والإرهاب والاقتتال.
 
- كان يمكن أن يكون لي موقف آخر لو أنّ نصر الدين بن حديد لم يعتذر وظلّ في ثوب الصديق المخلص لصديقه أما وأنّه قد بدا مرتبكا مضطربا معتذرا فإنّي أرى أنّ تصريحه لم يكن عفويا مبدئيا خالصا يقف عند حدود الاعتراف بالصداقة رغم ما قد يقدم عليه الصديق من جرم أحيانا وعليه فإني أرجّح أنّ التصريح كان المراد من خلاله إثارة زوبعة في فنجان وكان بعيدا كلّ البعد عن البراءة وبمجرّد أن أدّى دوره وانتهى سعى صاحبه إلى التنصّل منه والاعتذار.
 
- أمر ثان استوقفني وجعلني أتساءل هل هي الصدفة في أن تقترن أعمق التصريحات وأخطرها تبييضا للإرهاب وضربا لمعنويات الأمنيين والتونسيين ورفعا لمعنويات الإرهابيين بالمادة الإعلامية التي يطرحها الإعلامي سمير الوافي في كلّ مرة.
 
على كلّ الإعلامي بن حديد لو كان يدرك أن الدولة موجودة بمفهومها السليم لما تجرّأ على استفزاز مشاعر التونسيين عموما والأمنيين والعسكريين خصوصا كما أن التصريحات تعد في نظري اغتيالا جديدا للذين غُدروا وقتلوا في مواجهة جريمة الإرهاب والدفاع عن الحق في الحياة لنصر الدين بن حديد وغيره الذي لم يستح من الافتخار والتباهي بصداقته لأبرز رموز الإرهاب المطلوبة محليا ودوليا.
وفي خضمّ هذا وذاك تبقى حرية التعبير والإعلام مكفولة ولكن شتّان ما بين حرية الإعلام والتنكّر للأبطال وخيانة الوطن وإتقان زرع الفخاخ والألغام".